العنصرية في منطقة Fjälkinge أعطت إيلاف القوة
كانت إيلاف علي تبلغ من العمر 15 عاماً عندما فهمت أنها ليست وحدها: العديد من الفتيات يعيشن في السويد تحت ظل التهديدات والعنف. كان ذلك في الـ 21 من يناير 2002. في ذلك اليوم، قُتلت Fadime Sahindal على يد والدها بسبب انها كانت تصادق شاباًالأمر الذي رفضت عائلتها قبوله.
ـ حياتنا كانت مختلفة من عدة اتجاهات، لكن كان لدينا نفس المحظورات و والد Fadime قام بقتلها. لذلك بالتأكيد كنت خائفة جداً.
إيلاف الآن تبلغ من العمر 32 عاماً. كانت في الرابعة من عمرها عندما وصلت إلى السويد وتحديداً الى منطقة Fjälkinge، قادمة من بغداد، هناك حيث كانت حرب الخليج مستعرة. لم تكن العائلة مثل جميع الأشخاص في المنطقة. سخر منها زملائها في المدرسة بـ Fjälkinge ووصفوها بكلمات و شتائم عنصرية.
عندما كانت إيلاف طفلة لم تُعامل بنفس طريقة معاملة زملائها في الصف. وقد شاهدت أن إخوانها قد عُوملوا بطريقة مختلفة أيضاً. أتتها العادة الشهرية/الحيض عندما كانت في سن العاشرة. بعد ذلك لم يُسمح لها بالمشاركة في دروس السباحة. مُعلموها في الصف لم يحتجوا على رغبة والديها.
ـ فجأة، كان هناك الكثير من الأشياء التي لم يُسمح لي بالقيام بها، مثل ركوب الخيل في مهرجان Kristianstadsdagarna. مع مرور الوقت فهمت أن الامر متعلق بعدم فضّ غشاء البكارة الغير الموجود اصلاً.
لم يسأل أحد بالمدرسة لماذا. دائرة الشؤون الاجتماعية سألت إيلاف عما إذا كان كل شيء على ما يرام، أمام والديها!
ـ لم أستطع التحدث عن ثقافة الشرف في المدرسة، ولم أستطع التحدث عن العنصرية مع عائلتي في المنزل. لم يكن هناك أحد يستطيع مساعدتي.
”بعد مرور عام على ترك المدرسة سُمح لها أخيراً بالانتقال إلى Stockholm.”إيلاف علي
مع مرور الوقت بدأت تتسائل عن جميع الامور التي يجب ان تفعلها. توقفت عن الصلاة و بدأت بالرد على والديها!
- إذا كنت تعتقد أن Kristianstad كانت مدينةعنصرية، فإن منطقة Fjälkinge كانت أسوء. لكنني أصبحت أقوى وتمكنت من الخروج من ثقافة الشرف ، لمجرد أنني نشأت في منطقة Fjälkinge. كان هناك الكثير من السويديين بالقرب مني، لذا قارنت نفسي بهم.
عندما بدأت إيلاف في المدرسة الثانوية C4 دافعت عن ثقافتها ودينها ووالديها. فعلت كل ما في وسعها لإعطاء الانطباع بأنها كانت حرة.
في نفس الوقت ازداد الضغط عليها لتتزوج. كانت تلك هي المرة الأولى التي تتحدث فيها إيلاف مع أحد معلميها حول مشاكلها.
ـ نصحني المعلم بالهرب من المنزل. أصدقائي قالوا لي انه بإمكاني البقاء معهم - وبدا الأمر سهلاً.
”لقد أحببته و قد علمت أنه يحبني ايضاً. فهمت أنه لم يكن قد اختار هذاالأمر.”إيلاف علي، تتحدث عن والدها
لكن إيلاف شعرت أنها يجب أن تكون قوية من أجل أخواتها الصغيرات. لذلك لم تتخل عن نضالها من أجل الحرية.
- أردت تغيير والدي. أحببته و قد علمت أنه يحبني ايضاً. فهمت أنه لم يكن قد اختار هذاالأمر، وأردت أن أعلمه القيم السويدية.
بعد مرور عام على ترك المدرسة سُمح لها أخيراً بالانتقال إلى Stockholm. كانت العاصمة منزلها منذ ذلك الحين.
ـ بدأت حياتي عندما انتقلت إلى العاصمة Stockholm. هناك تمكنت من تحديد خياراتي الخاصة لأول مرة في حياتي. وبعد عام في Stockholm كنت جريئة بما يكفي لارتداء شورط قصير و بلوزة بدون اكمام لأول مرة.
الآن إيلاف تكتب كتاباً عن تجاربها. إنها تأمل أن يكون الكتاب بمثابة دعم للفتيات الصغيرات اللاتي يعشن في مواقف مماثلة. و أن يكون ايضاً بمثابة دعم للمدارس والشرطة و مؤسسة الشؤون الاجتماعية. ووالداها اللذان كانا بحاجة الى مساعدة ليصبحوا مندمجين في المجتمع السويدي.
استغرق نضالها وقتا طويلاً. دفعت إيلاف ثمناً باهظاً لرفع صوتها في الأماكن العامة ضد ثقافة الشرف.
- لدي أقارب يرفضون التحدث معي ولم يسمحوا لأطفالهم بأي اتصال معي. لكن لا يوجد احد يتحدث عن هذا الموضوع، وخصوصاً كـ شابة نشأت في السويد.
إيلاف علي
تولد: بغداد ، وصلت إلى منطقة Fjälkinge وهي في الرابعة من عمرها.
الإقامة: العاصمة ستوكهولم.
العمل: صحافية، مُحاضرة و مديرة برامج عملت سابقاً في SVT و Sveriges Radio .
حالياً: تكتب كتاباً عن ثقافة الشرف.