صيدلي كان يقود باص خلال فترة تعديل شهادته
ياسر صيدلاني سوري ، تخرج عام 2001 من جامعة Yaroslavl State Medical University في موسكو وعاد إلى سوريا لافتتاح صيدليته الخاصة. هناك تحول عمله في غضون عشر سنوات من وظيفة إلى شغف جعله يهتم و يتابع بشكل شخصي عملائه.
قبل ست سنوات وصل إلى السويد وعانى من أجل الاعتراف بمؤهلاته كصيدلاني، وفي طريقه إلى هدفه حاول أن يتعلم شيئًا آخر من أجل أن يكون مستقلاً ماديًا وليتجنب الاضطرار إلى الحصول على القروض الدراسية.
”الأمر كله يتعلق بالأمل ، يجب أن تبذل قصارى جهدك بغض النظر عن العمر أو المكان أو المتطلبات”Mohammed Yasser Hawi
– نعم، لقد درست قيادة الحافلات العامة. كنت بحاجة إلى وظيفة تتطلب مجهودًا بدنيًا ولكنها لا تتطلب مؤهلًا أكاديميًا عاليًا. خلال فترة وجودي في الجامعة كنت أستقل الحافلة من المنزل إلى الجامعة و بالعكس، ومنذ ذلك الحين أحببت قيادة الحافلة، لكنني لم أفكر في الحصول على رخصة قيادة حافلة.
– تقدمت بطلب إلى مكتب العمل وبدأت التدريب على قيادة الحافلات بينما أعمل في نفس الوقت على تحقيق هدفي في أن أصبح صيدليًا مؤهلًا تمامًا.
– لم يكن الأمر سهلاً، و بعد ستة اشهر من الدراسة تمكنت من الحصول على رخصة قيادة حافلة وبدأت في البحث عن وظيفة. بعد فترة وجدت عملاً في بلدية كارلسهامن ، حيث عملت كسائق في شركة Bergkvarabuss.
”"لم يتخيل أحد أنني سآخذ إجازة وأعود بعد ستة أشهر بصفتي صيدليًا مؤهلًا”.”Mohammed Yasser Hawi
ولكن كيف يمكنك العمل كسائق حافلة والدراسة في نفس الوقت؟
– في الحقيقة كان الأمر صعباً، ولكنه لم يكن مستحيلاً. بعد وظيفتي كنت اعود إلى المنزل و ابدء بالدراسة. الأمر كله يتعلق بالأمل ، يجب أن تبذل قصارى جهدك بغض النظر عن العمر أو المكان أو المتطلبات. لا يجب أن تفقد شغفك، فالأمر يشبه وجود محرك بداخلك، إذا توقف، يبدو الأمر كما لو أن الحياة نفسها تتوقف.
– أخبرني أحد الأصدقاء ذات يوم أن الصيادلة المؤهلين يمكنهم تعديل شهاداتهم والاعتراف بهم في النرويج في وقت أقصر وبمتطلبات أقل. لذلك بدأت النظر في الأمر وسجلت في Socialstyrelsen بالنرويج للبدء بتعديل شهادتي و الإعتراف بها.
أخذ ياسر إجازة من عمله كسائق حافلة أثناء تقديمه طلباً لتعديل شهادته في النرويج. لم يعرف أي من زملائه أن ياسر كان صيدلانياً في سوريا، رغم أنه كان يقود حافلة هنا.
– ظنوا أنني مجرد عامل في صيدلية بسوريا، ولم يعرفوا أنني صيدلي مؤهل. لم يتخيل أحد أنني سآخذ إجازة وأعود بعد ستة أشهر بصفتي صيدليًا مؤهلًا.
”"لقد وقعت في العديد من الامور البيروقراطية، استغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تتاح لي الفرصة للعمل كمساعد صيدلي”.”Mohammed Yasser Hawi
هل يمكنك العمل هنا بترخيصك النرويجي؟
– نعم، لكن بعد فترة حصلت على ترخيصي السويدي وبدأت في البحث عن وظيفة مرة أخرى. لكن كانت الامور معقدة جداً.
في السويد ترسل الجامعات طلابها للتدريب في الصيدليات قبل تخرجهم. هناك يتعلم الطلاب كيفية عمل النظام السويدي ويحصلون على بعض الخبرة العملية قبل أن يبدأوا بمفردهم. لكن بالنسبة لي كان العكس.
– حصلت على إذن للعمل كصيدلاني قبل أن أحصل على أي تدريب عملي هنا. وكان هذا هو العقبة. لم تستطع الصيدليات استقبالي كمتدرب، لأنني صيدلي مؤهلاً بالفعل، و لأنني لم آتي من قبل الجامعة او مكتب العمل.
اضطر ياسر للتخلي عن وظيفته في شركة الحافلات والتسجيل كعاطل حتى يتمكن مكتب العمل من إرساله إلى الصيدليات ليحصل على التدريب العملي المطلوب، لكن مكتب العمل لم يتمكن من إرساله كمتدرب لأنه كان بالفعل صيدليًا مؤهلًا.
– لقد وقعت في العديد من الامور البيروقراطية، استغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تتاح لي الفرصة للعمل كمساعد صيدلي في بلدية كارلسهامن.
– عملت هناك لمدة ستة أشهر، وخلال هذه الفترة تمكنت من التعرف على النظام والعمل بشكل صحيح. بعد ذلك وجدت وظيفة في صيدلية المستشفى في كريستيانستاد ، حيث حصلت على وظيفة دائمة هناك. لم يكن الأمر سهلاً ، كان هناك الكثير من التحديات. لكن حلمي في أن أكون قادرًا على العمل في مجالي كان دافعي الرئيسي للبقاء حتى وصلت إلى هدفي.
هل لديك أي نصيحة تقدمها للقادمين الجدد؟
– تحلى بسلوك إيجابي، وكن منفتحًا على جميع أنواع الوظائف. يمكنك دائمًا تعلم شيء ما في كل مكان. إنها ميزة ان يكون لدى المرء عقل منفتح ، و ان يتعلم اللغة بشكل أسرع ويجد مكانه في المجتمع.