Sofyan Aswad: سفيان أسود: "إنهم مستعدون لاستقبال اللاجئين الأذكياء"

عندما بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا في الـ 24 من فبراير / شباط ، عادت لمخيلتي بداية الحرب في سوريا، كانت أيامًا صعبة ومريرة. نحن السوريين نعرف بالضبط كيف ما يشعر به المدنيين في أوكرانيا الآن. لا أحد يحب الحرب. تركنا بلادنا لأننا كنا امام خيارين، إما أن نقاتل ضد أبناء وطننا أو يقتلوننا.

صحيح أن الحرب في أوكرانيا تختلف عن الحرب في سوريا. لكن الألم واحد.

يومياً أتحدث مع صديقي أحمد، الذي يدرس في كلية طب الأسنان في جامعة بولتافا الطبية الحكومية بأوكرانيا. غادر أحمد سوريا عام 2015 وبدأ حياته الجامعية هناك.

انه من أم أوكرانية وأب سوري. نشأ في سوريا وعاد إلى أوكرانيا بعد اندلاع الحرب السورية.

منذ بداية الحرب في أوكرانيا كان يحاول صديقي شرح المأساة التي تحدث هناك. إنها حرب تستخدم فيها كل القدرات العسكرية.

عندما نتحدث مع بعضنا عبر الهاتف اسمعه وهو يبكي. يخبرني انهم يعانون هناك. لقد تركتنا جميع دول العالم. لقد تخلى الجميع عن الشعب الأوكراني.

– البلد الذي ولدت فيه وعشت طفولتي فيه و حيث بدأت الدراسة ، تشهد حربًا قاسية وظالمة وماكرة تشنها القوات الروسية، على حد قوله.

– قلبي يكاد ينتزع. لقد فرقتنا الحرب اليوم عن أصدقائنا. والصواريخ تحلق فوق رؤوس جيراني وزملائي في الكلية. لقد سعيت دائمًا من أجل مستقبل جيد في هذا البلد الجميل ، وقد خططت لمستقبلي ، المستقبل في أوكرانيا ... في أوكرانيا بدون روسيا.

لكن مع زيادة الهجوم العسكري الروسي الضخم في أوكرانيا ، وتزايد مخاطر حدوث كارثة إنسانية ، تعود المزيد من الذكريات حول بداية الحرب السورية.

كشعب - يتوق إلى الحرية والأمن والاستقرار - عانت كل من سوريا وأوكرانيا و العديد من الدول الاخرى من الحروب في الاعوام الأخيرة. كانت بلادنا مسرح لأحداث ومواجهات لم نرتكب فيها أي خطأ ”نحن الشعب”.

بعد عامين من اندلاع الحرب في سوريا ، بدأ آلاف المواطنين السوريين في الفرار إلى الدول المجاورة والى دول الاتحاد الأوروبي. في طريقهم إلى الاتحاد الأوروبي كان يمر اللاجئون عبر دول أوروبا الشرقية.

للأسف لم يكن مرحب بهم هناك ولا حتى لمجرد عبور الطريق والمضي قدمًا. لقد كنت واحدا منهم. اختبأنا من شرطة الحدود الصربية والبلغارية حتى لا يعتقلونا.

اليوم يخرج العديد من السياسيين من نفس تلك البلدان و يصرجون بإنهم مستعدون لاستقبال اللاجئين ”الأذكياء” ، كما دعاهم رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف.

للأسف، إنه تعاطف بطعم العنصرية.