Sofyan Aswad: سفيان أسود: "ما وراء الحجاب أزمة اجتماعية في إيران"
عدد من العوامل جعل من قضية الحجاب في إيران أزمة، من أهمها السياسات الحكومية والتغيير الاجتماعي. فعلى مدى عقود ومع الأجيال الجديدة كانت مسألة القيم الدينية والاجتماعية تتواجه مع الحداثة التي صبغت حياة الأجيال الشابة في إيران.
وبينما صار الحجاب بحكم القانون رمزًا سياسيًّا متجاوزًا مساحته الدينية، بات خلعه في الأماكن العامة شكلًا احتجاجيًّا ربما يتجاوز يعبر يطريقة ما عن رفض الإنتهاكاات التي تقوم بها الحكومة الإيرانية. قضية مهسا أميني التي توفيت بعد اعتقالها من قبل "دورية الإرشاد" التي تراقب الحجاب والسلوكيات العامة كانت السبب وراء تفجر احتجاجات تعكس بصورة جوهرية حالة الأزمة.
بعد عدة ايام من بدء الإحتجاجات تحدثت مع صديقي أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة بيروت، الذي يأتي من الأصل من ايران، و سألته لماذا تحول الحجاب إلى أزمة؟
انه يقول أن نظام الحكم في إيران، وبغض النظر عن التطورات الإجتماعية المحيطة، يستمر في التأكيد فقط على التقاليد واستنساخ قيمه التقليدية. مما يُفقده إمكانية فهم العالم الحديث وقيمه وقبوله والتواصل والتفاعل معه.
وتكشف الأزمة في بعض وجوهها افتقار الحكومة إلى فهم التطورات والتفاعل المناسب مع ممثلي وحَمَلَة القيم الجديدة من الأجيال الذين نشؤوا اجتماعيًّا في عالم مختلف عن تقاليد الجيل الأول والثاني للثورة في إيران. أما الجيل الجديد فالواضح أن فئة كبيرة منه قد بَنَتْ هوية بصورة مغايرة للسائد، وهو جيل يتحدى القيم التي تستند على التقاليد الدينية والاجتماعية.
هل هو الحجاب فقط؟
الامر يتعلق بحالة احتجاجية ومحاكمة للنخبة الحاكمة ونقدًا لاذعًا لما وصلت إليه الأمور. ليس فقط الحجاب هناك العديد من الامور التي يجب إعادة النظر فيها، أهمها: قيم المجتمع المدني، وأحكام القانون، وحقوق المرأة، وحرية التعبير، ونقد الحكومة، ورفض العنف.
إلى أين؟
يمثل الاحتجاج في إيران مؤشرًا واقعيًا لأزمة العلاقة بين النظام والشعب ، أو بين النظام ومجموعة كبيرة من الشعب ، وهي أزمة تتطلب تغييرًا في السلوك السياسي للدولة. والواقع أن هذا الاحتجاج هو صراع على صورة إيران وهويتها السياسية والاجتماعية ، والنتيجة التي ستصل إليها جميع الأطراف هي أن التغيير الاجتماعي الذي يشهده المجتمع الإيراني سيفرض شروطه في النهاية.
لكن لا احد يعلم كيف و متى ستنتهي تلك الإحتجاجات كما يقول.