1. Svenska
  2. English
  3. العربية

Sofyan Aswad: سفيان أسود: لسنا متساوين في الحياة لكن في الموت كلنا سواسية

لم نتساوى في الحياة لكننا قد نتساوى في الموت. كانت هذه هي الإجابة التي بدأ بها صديقي و زميلي الصحافي أمجد عندما سألته كيف حالك!
Sofyan AswadSkicka e-post
Krisianstad • Publicerad 10 april 2020 • Uppdaterad 24 april 2020
Sofyan Aswad
Detta är en personligt skriven text i Mosaik Kristianstadsbladet. Åsikter som uttrycks är skribentens egna.
Sofyan Aswad
Sofyan Aswad

لقد درسنا في نفس الكلية و تخرجنا معاً لكن فرقتنا الحياة كما فعلت مع الكثير من البشر.

مع بداية أزمة وباء كورونا العالمي بدأنا نفكر بأحبائنا في كل مكان و ما هي احوالهم. زميلي أمجد اصبح مسؤولاً إعلاميا في إحدى الشركات الكبيرةبالصين. لم اكن اعلم انه كان في نفس المدينة التي خرج منها الوباء الى العالم. سارعت في الإتصال به، لكن الأمر لم ينجح. لقد كان في الحجر الصحي لمدة اربعة عشر يوماً، اعتقد الجميع انه مصاب حتى هو كان يعتقد انه سيموت قريبا.

بعد قضاء مدة الحجر و رجوعه الى منزله، تمكنت من الإتصال به.

كيف حالك .. هل انت بخير ؟

لم نتساوى في الحياة لكننا قد نتساوى في الموت!

تحدثنا طويلاً عن ذلك الوباء و كيف كانت ايامه في الحجر و ما الذي شاهده. لقد كان المشهد يشبه الى حد ما الأيام العصيبة في الـ ٢٠١٣ عندما قام نظام الأسد بقصف منطقة الغوطة الشرقية والتي تعتبر واحدة من اهم المناطق الخارجة عن سيطرته.

”لم أكن اجرؤ على قول و اظهار الحقيقة للناس”
سفيان أسود

لقد قام بقصف المنطقة بالأسلحة الكيميائية، وعرفت تلك المجزرة بـ “هجوم الغوطة الكيميائي“.

في تلك الأيام كنت اعمل كمراسل حربي لإحدى المحطات التلفزيونية التي كان شعارها “الدقة و المصداقية“. لكنني لم أكن اجرؤ على اظهار الحقيقة للناس .

لقد قتل نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية اكثر بكثير مما قتله فايروس كورونا. وكان العالم يشاهد التقارير التي توثق عمليات القصف لكن لم يحرك ساكناً.

عندما قال لي صديقي اننا قد نتساوى بالموت، تذكرت كيف كانت الاطفال و النساء و الرجال تختنق بغاز السارين في الغوطة الشرقية.

”حبذا لو ان دول العالم أجمع يتفقوا على ايقاف القتل في سورية كما إتفقوا على ايجاد لقاح للفايروس.”
سفيان أسود

كيف كانت الجثث تملأ الشوارع ولا مكان لدفنها، تماما كما هو الوضع في ايطاليا و إسبانيا و إيران و العديد من البلدان الأخرى الان. وكيف ان جيوش العالم خرجت الى الشوارع لمواجهة كورونا.

لكن يبقى سؤال واحد بدون إجابة، كان قد سألتني إياه ابنة صديقي ١٣ عاماً: لماذا لا يتحد العالم على ايقاف القتل في سورية تماماً كما اتحدوا على ايقاف الفايروس بكافة الوسائل؟

حبذا لو ان دول العالم أجمع يتفقوا على ايقاف القتل في سورية كما إتفقوا على ايجاد لقاح للفايروس.

”ستشرق الشمس مرة أخرى ، وسوف تمتلئ الساحات و الملاعب الإيطالية بالسياح و المتفرجين”
سفيان أسود

يوجد في السويد عدد كبير من الإصابات والعديد من الوفيات. بالطبع ، نحن نثق في نظامنا الصحي والحلول التي تقدمها الحكومة. ولكن يجب علينا أيضاً أن نبذل قصارى جهدنا لمنع أو الحد من انتشار العدوى.

قلوبنا مع كل الاشخاص في تلك البلدان التي تعاني بشدة ، الأقتصاد في خطر ولا يبدوا ان الأمر يتحسن. لكن مازال بوسعنا القتال و المواجهة، طالما اتفقنا على مواصلة الطريق ضد انتشار هذا الوباء.

ستشرق الشمس مرة أخرى ، وسوف تمتلئ الساحات و الملاعب الإيطالية بالسياح و المتفرجين. سنسمع الترانيم في كنائس روما، وسيتمكن المصلين من الصلاة مرة أخرى في مكة.

سيختفي الفايروس يوما ما، لكننا كبشر سنتابع مواصلة الطريق.