مهمة إنسانية في الحبس الاحتياطي
عندما يجد المرء نفسه في السجن الاحتياطي، فإن مركز الإصلاح الجنائي الذي يشرف على هذا المكان يبدأ بإطلاع المحتجز على معلومات، من ضمنهاالحق في ممارسة دينه، والتواصل مع من يمكنه التكلم معهم، أي قس أو إمام أو ممثل لدين آخر.
ـ السجن الاحتياطي هو بيئة معزولة ومغلقة مع قيود كثيرة. كثيرون يبقون وحيدين لفترة طويلة بدون التواصل مع الآخرين. لذلك يحتاج المرء إلى الصحبة، يقول Marcus Fröding، القس في كنيسة أوسترمالم.
ـ نحن نتعامل مع الموقوفين في السجن الاحتياطي، ونفرق بين قيمة المرء الإنسانيةو بين ما يقوم به، هؤلاء بشر وليسوا وحوشاً بغض النظر عما فعلوه، يقولCalle Jensen،القس في الكنيسةالسويدية.
ما هي طبيعة المحادثة التي تجري في الحبس الاحتياطي؟
ـ كل إنسان له طابع متفرد بذاته، وبالتالي فكل حوار سيكون فريداً بمضمونه، فهو ينطلق من طبيعة الحاجة. نحن نساعد البشر ليتكلموا ويتفكروا بما نقوله بعد ذلك، يقول Calle Jensen.
” في معظم الحالات يكون حديثنا عبارة عن توجيه وإنارة الدرب للمستقبل، نحن لا نتكلم فقط عن الدين، فالدين يشغل حيزاً صغيراً من محادثاتنا ”، يقول الإمام Mohamed Younsi
الرجال الثلاثةقالوا إن هناك طلب كبير على الحوار، وهم لا يقفون فقط عند هذا الحد بل أثناء تواجدهم في الحبس الاحتياطي يطرقون الأبواب ليسألوا المحتجزين إن كانوا يرغبون في الحوار، الذي يتم وفق رغبة الشخص هناك.
لماذا يجري قسيسون وأئمة هذا الحوار، وليس مدراء حوار متمرسين؟
ـ تثار في العزلة مسائل وجودية بخصوص الحياة، والتي تطفو على السطح، يقول Calle Jensen وكذلك Marcus Fröding.
الرجال الثلاثة يتحدثون غالباً مع المحتجزين في الحبس الاحتياطي، بدون أن يعرفوا انتماءهم الديني، ويتقابلون مع أكبر عدد ممكن بغض النظر عن الدين، فإذا ما طلب أحد مقابلة ممثل عن دين آخر، فيمكن لهذا أن يكون ممكناً في بعض الأحيان.
مهمة الزيارة والحوار في السجن الاحتياطي ليست متاحة لأي ممثل عن الدين، فالأمر يتطلب أن يكون المرء مؤهلاً وأن يحصل على موافقة.
ـ يجب على المرء الذي يعمل هنا أن يحصل على تعليم وأن تكون لديه خبرة ليتمكن من تقديم المساعدة اللازمة، يقول Mohamed Younsi.
لا أحد منهم يستطيع إرسال زميله ليكون بدلاً عنه في الزيارة إلى المحتجزين، ولدى الثلاثةواجب كتمان السر على امتداد حياتهم:
ـ باب الحبس الاحتياطي يفصل بين العالمين الداخلي والخارجي، يقولCalle Jensen.
كيف تبنون الثقة مع المحتجزين؟
ـ نحن نعتقد أن المرء يريد الحديث لشخص ما خارج إطار التحقيق. هم يعرفون أننا لا نعمل مع الشرطة بأي شكل. الثقة قد تأخذ وقتاً من أجل أن تبنى، يقول Calle Jensen.
اللغة أحد العوائق في هذا العمل عندما لا يتكلم المحتجز السويدية، ولكنهم يستطيعون تدبر الأمر من خلال استخدام الانكليزية والفرنسية المبسطتين، Mohamed Younsi يستطيع تحدث العديد من اللغات. والمشكلة التي يواجهونها أنه من الممنوع الاستعانة بمترجم.
يقول الثلاثة أن أشخاصاً كانوا في الحبس الاحتياطي، اتصلوا بهم لاحقاً وعبروا عن شكرهم لجهود القسيسين والأئمة، فالحوار معهم لعب دوراً في تغيير حياتهم.
هل تعرضتم لمواقف غير مألوفة وخطيرة؟
ـ هناك رعاية مهنية لنا عندما نزور المحتجزين، ولدينا تعاون مميز جداً مع مصلحة الرعاية الجنائية، يقول Calle Jensen.
الجلوس في مكان مغلق مع قيود كاملة يعني أن المحتجزين ليس لديهم الحق في الحديث مع بعض الأقارب، وليس مع الإعلام، ولديهم الحق في الحديث مع محامي، كاهن أو إمام.
ـ انتقدت منظمة العفو الدولية السويد بخصوص فترات الاحتجاز الاحتياطي الطويلة. البقاء لعدة أيام في عزلة يمكن أن يكون جيداً ليتفكر المرء، ولكن الفترات الطويلة هناك يمكن أن تخلق مشاكل كثيرة إضافية” ، يقولCalle Jensen.
Calle Jensen: قس في الكنسية السويدية، وفي مجمع القسيسيين في كرستيانستاد. ٢٠ بالمئة من عمله كقس يتطلب منه زيارة الحبس الاحتياطي، الذي يقوم به مرتين في الأسبوع.
Marcus Frödin: قس في كنيسة أوسترمالم. وهي كنيسة تشكلت من خلال اندماج الكنيسة المعمدانية وكنيسة العنصرة في كرستيانستاد. الكنيسة تنتمي إلى الكنيسة الحرة الانجيلية ، وحركة العنصرة. هو يزور الحبس الاحتياطي مرة واحدة في الأسبوع.
Mohamed Younsi:إمام مجاز، وعضو في إدارة مجلس الأئمة في السويد. هو يزور الحبس الإحتياطي مرة في الأسبوع.
الحوار في الحبس الاحتياطي
الهدف من الحوار: “ هو لقاء الناس بغض النظر إن كانوا مؤمنين، أوباحثين عن معتقد أو غير مؤمنين، ليتم كسر العزلة من خلال المحادثة، ودعم ثقتهم واعتزازهم بأنفسهم. لذلك فإن القائمين على هذا الأمر يتجرؤون لتحمل المسؤولية وإبراز قيمة البشر وحقوقهم بشكل أفضل.
نحاول أن نكسر الكراهية، ومشاعر الانتقام من خلال معالجة إيجابيةتحمل المحبة.
نحاول أن نخرق الأحكام المسبقة بخصوص البشر المحتجزين، ونعمل على الدفاع عن قيمة البشر كبشر، والحديث مع المجتمع بخصوص العمل الذي تقوم به ” لجنةالرعاية الروحية ” (NAV)، والتي توصي بالعمل على دعم من لديهم إيمان لمتابعة ممارسة معتقداتهم.
هناك ١٥٠ قس، شماس (خادم للكنيسة) وقس من الكنيسة الحرة، والذين يتعاونون مع مصلحة الرعاية الجنائيةالسويدية.
المجلس المسيحي السويدي SKR: ينسق النشاط في كل المملكة، والمجلس هو منظمة كنسية شاملة، تضم معظم الكنائس في السويد.
في الإسلام: الجمعيات الإسلامية المتحدة FIFS، مسؤولة عن الأئمة الذين يديرون النشاطات في داخل مساجدهم.
العاملون في NAV لديهم مهمة مساعدة المحتجزين والموقوقين في الحبس الاحتياطي، من أجل لقاء ممثل عن معتقدهم أو دينهم.
”” انتقدت منظمة العفو الدولية السويد بخصوص فترات الاحتجاز الاحتياطي الطويلة. البقاء لعدة أيام في عزلة يمكن أن يكون جيداً ليتفكر المرء، ولكن الفترات الطويلة هناك يمكن أن تخلق مشاكل كثيرة إضافية” Calle Jensen، قس.”